الله اكبر يا عراق
قلبي تناثر عشقه في كل رابية وواد...
حملته ريح العشق فوق سحائب الاشواق
فأخضرت بوابله بلاد....
حتى اذا ما طار فوق مدائن التاريخ
اسقط دمعة شرقية واناخ راحلة المداد...
واشار نحو ترابها المعشوق يهتف بأسمها
ويقول : قف يا شعر واسجد هاهنا
قبل تراب حبيبتي بغداد......
بغداد اني رغم بعدي يا حبيبة عن رحابك ....
وبرغم اني لست نبتا قد تهدهد في ترابك ....
وبرغم ان هويتي حملت هوى الاهرام مصر
ولم اطأ يوما ثراك ولم اصل يوما لبابك .....
وبرغم كل الرغم الا انني قد عشت حزنك كله
وقضيت عمري في مصابك.....
جرحي وجرحك واحد
مطري يسافر في سحابك....
بغداد يا نزف العروبة يا فرات الحزن يا جرح السماء....
يا دمعة قد اغرقت جفن الوجود
وابحرت في موجها سفن البكاء....
يا صرخة شقت عباءات الرجاء....
يا طفلة رسمت براءتها على جدران
واقعنا بألوان الدماء....
انتي التي حملت على اهداب عينيها حدائق بابل
واستودعت ما بين جفنيها مآسي كربلاء.....
ما زلتِ يا بغداد قافيتي التي تغفو على صدري وتمسح غربتي
وتذيب ليلي في نهار عيونها
فتسيل من حرفي نبوءات الضياء....
ما زلت يا بغداد جيش مشاعري
ما زلت بين كتائب الاحساس حاملة اللواء.....
ما زلت عاصمة الخلافة في دمي
حتى وان هجم التتار واغرقوا شرع الكتب....
واتاك هولاكو ليحفر في ترابك
باحثا عن كنزك المخبوء في بئر الذهب....
وتجمع الكهان حول البئر حتى يغرقوك
ويأخذوا منك القميص ويرجعوا لشعوبهم بدمٍ كذب....
واستيقظ التأريخ يهذي مثل محموم ويسأل ما السبب؟؟......
هل مزقوا من صفحة التأريخ ايام العرب؟!.....
هل نام جيش " ابن الوليد" على الثغور ليحلموا بالنصر
حتى قام يجني الحلم جيش " ابي لهب" ؟؟!.....
يا ليت شعري في يدي رصاصة عربية
ارمي بها من فوهه القلب المصوب
نحو هذا المغتصب....
لكنني ما كنت الا شاعرا
ما في يدي الا ذخيرة احرفي
الملئى بالغام الادب.....
قلمي اعبئه بحبر عروبتي فيراك باكيةالعيون
على قبور الامنيات فيرجف القلم الغيور براحتي
ويضل يقذف بالقوافي الحارقات
يقول : لا تستسلمي يا حرة العينين
يا من علمت اشجارها، وترابها ، وبيوتها، وفراتها
لغة الغضب.....
لا تيأسي ان جفت الاغصان وقت خريفها
فالجذر قي الاعماق يحمل بين كفيه الربيع
هدية لكي والسواقي لا تزال مليئة بالحلم
والشمس العنيدة لم تغب ......
فأستبشري يا زهرة التاريخ
ولتتزيني بقلائد النور المزغرد .......
والبسي الثوب المطرز بأبتسامات الشموس
فالنصر فارسك الوسيم اتاك فوق حصانه
وعلى يديه الفرحة البيضاء
فلتشربي نخب السعادة
صبت في كوؤس من يديك
واعلني الافراح في عينيك ايتها العروس
ولتبسطي كفيك فالاحلام تحتاج العناق.......
ودعي فراتك كي يقبل كل حبات التراب
فترتوي رحم الحقول
وتنجب الايام ازهار التوحد والوفاق.......
وغدا سيسبح في حروف النور صوتك شاديا
يا ليل قد جاء النهار
وفاز خيلي بالسباق.......
يا شعب قم واهتف وجدد بيعة العشق القديمة
ثم ردد نص ميثاق المحبة
قل معي الحلم باق.......
والنبع فاض بالاشتياق.....
ودم العروبة واحد...
والله اكبر يا عراق.......
الله اكبر يا عراق........
الله اكبر يا عراق..........
ا لشاعر الدكتور مصطفى الجزار
**************************************************