قصيدة لا تأمن الدهر الشاعر العراقي ضمد كاظم الوسمي
لا تَأْمَنِ الدّهْرَ وَاذْكُرْ حَتْفَ مَنْ رَحَلوا
وَاحْتَطْ لِنَفْسِكَ ها قَدْ جاءَكَ الْأجَلُ
قَضَيتَ عُمْرَكَ في اللّذاتِ مُبْتَهِجاً
وَما ظَنَنْتَ حِمامَ الْبَينِ يَعْتَمِلُ
تُراوِدُ النّفْسَ في أوهامِ دانِيَةٍ
لكنْ حَقيقَتَها الْأسْبابُ وَالْعِلَلُ
وَمِنْكَ ألْفَ اعْتِذارٍ لَو أتَيتَ فَلا
يُفيدُكَ الْيومَ ، كَيفَ الذّنْبُ يَبْتَهِلُ
بِالْأمْسِ تَمْشي عَلى وَجْهِ الثَّرى مَرِحاً
وَالْيومَ تَحْتَ أَديمِ الْأرْضِ تُنْتعَلُ
إذا وَطَأْتَ دُواداً غَيرَ مُكْتَرِثٍ
غَداً عَلى وَجْهِكَ الدّيدانُ تَقْتَتِلُ
لا يَنْفَعُ الْيومَ لا مالٌ وَلا وَلَدٌ
وَلا الْجَمالُ وَلا .. لا يَنْفَعُ الْأَمَلُ
وَلا النّساءُ وَلا الْأتْباعُ عَنْكَ وَلا (م)
الْإخْوانُ تُغْني وَلا مَنْ كانَ يَمْتَثِلُ
فَالْيَومَ لَيسَ سِوى الْأعْمالِ صالِحها
في الْحَشْرِ يُجْدي الْفَتى إنْ جاءَتِ الْمِلَلُ
كَالنّفْسِ لَو في الْهُدى وَالْعَدْلِ غايَتُها
يَومَ الْقِيامَةِ قُرْبَ اللهِ تَكْتَمِلُ
**************************************************