من تراث الشعوب : تيمورلنك والنمله

القصة يا سادة ,
ان تيمورلنك فرّ من المعركة حاملا بقايا روحه بين كفّيه , وآلام جروحه بين
جنبيه, ورمى بنفسه في بطن غار صغير يأويه من جوع السيوف وبُؤس المصير. وهو
على تلك الحال, خطفت بصره نملة تعالج حبة شعير, تجرّها بأنيابها كأسد
يعالج فريسته بعد ان أتعبته مطاردتها. وكانت حبة الشعير أشدّ عنادًا من
فريسة الاسد في أنفاسها الاخيرة , إذ كانت الحبة تخلّص نفسها كل مرة من
أسنان النملة وتنطلق متقلّبة بجسمها الكبير عبر الاودية والتلال كجلمود
صخر حطّه السيل من علِ.
لكن النملة كان عنادها اشدّ
واقوى , وكأنّ حبة الشعير ما خُلِقَت إلا من أجلها ,فكانت تنطلق خلفها
مزمجرة –لا نجوت إن نجت- بصوت كالرعد يضرب صداه في أُذنّي تيمورلنك, الذي
راقه ذلك المنظر, وإنشغل عن نفسه بمعركة النملة مع حبة الشعير, وبدا كأنّه
ينبعث في نفسه من جديد , وبدأت عزيمته التي تناثرت وإرادته التي تبعثرت
تلتئم وتتوحّد. وما أن كادت النملة تحسم الامر وتعلن الانتصار , حتى إنتفض
تيمورلنك من مكانه كأنّه نملة عملاقة , وإنطلق الى ساحة العراك يبثّ في
الجند عزيمة النملة , وينادي فيهم بصوت كالصاعقة ان النصر حليفهم لا محالة
, فقد إستوحى الخبر اليقين من إرادة النملة وعزيمتها , وهكذا كان .
ثم
ان تيمورلنك بعد ذلك عاث في الارض فساد , وسلّط سيفه على رقاب العباد ,
وأباح لجنده إغتصاب البلاد . وكانت عزيمة النملة تشاركه المعارك لا تنفكّ
عنه , وصار من نصر الى نصر ويُحدث الدمار أينما حلّ , ويستبيح الظلم في كل
مكان دون ما تفريق بين صغير وكبير . ضرب الحصار وأمر بتجويع الاطفال
والنساء , اذلّ الرجال وإعتدى على الكهول , دون ان يردعه رادع او يعيقه
عائق , وأصبحت الدنيا كلها تتحدث عن ظلم تيمورلنك.
وانتشرت الاخبار
وتناقلتها الألسن , حتى وصلت الى مسامع النملة , فأخذتها العزة والكرامة ,
وتوقّد الغضب في نفسها كأنّه نار تأكل بعضها بعضا , وأقسمت ان لا يهدأ لها
بال حتى تثأر للمنكوبين وتنتصر للمظلومين , فأعلنت النفير العام في ممالك
النمل , وقامت على إعداد العدّة , وتجمّع لها جيش عظيم . فقامت فيه خطيبة
وقالت '' أيتها الجيوش العظيمة , يا من لبّيتم نداء الواجب ونصرة الحق ,
لقد علمتم ظلم هذا الطاغية تيمورلنك , وفساده في الارض وتعدّيه على الرجال
والشيوخ , ومحاصرته النساء والاطفال , فاعلموا اننا عقدنا النية على
محاربته من أجل وقف الظلم وردّ العدوان '' .
وزحفت
جيوش النمل نحو مملكة تيمورلنك تفتح البلاد وتكسر الحصار وتحرّر العباد ,
وسمع تيمورلنك بخبر الجيوش التي خرجت لملاقاته وللقضاء على مملكته. فأعدّ
جيشا جرّارا وخرج هو بنفسه على رأسه , والتقى الجيشان على صفحة الزمان ,
وتقدّمت النملة الى وسط الميدان وطلبت من تيمورلنك الخروج إليها , وعندما
اصبح بإزائها قالت '' كيف تجرؤ أن تتكبّر في أرض الله وانت الحقير الضعيف
''
فهمّ ان يتكلم , لكنها قطعته قائلة ''تعيث في الارض فساد ا,
وتنتهك حرمات البلاد والعباد , تحاصر الاطفال والنساء , تريد إذلال
الشرفاء وإهانة الكرماء , ألا تعلم ان في السماء إلها جبارا وربا قهارا لا
يغفل ليلا ولا نهارا , أنسيت ان معادك الى التراب ثم مصيرك جنة او نارا .
فقطعها قائلا '' ومن أنت ايتها الحقيرة حتى تخاطبينني بهذه الوتيرة ''
فنظرت
والغضب في عينيها , والدمع يتلألأ في مقلتيها , ثم إندفعت الكلمات من
باطنها كبركان إنتفض في بطن الارض لتعلو قذائفه تتوعّد كل ظالم بالويل
والعقاب,''
انا حزن الثكالى ودمع اليتامى.
انا بكاء الرجال وعويل الاطفال.
انا قدر الله الذي سينتقم لصغار رضّع وشيوخ ركّع.
انا جوع المساكين وخوف الخائفين.
انا تضرّع العجائز في ليالي البرد القاتله.
انا دعاء القائمين في الاسحار الباكيه.
انا المساجد التي هُدّمت والبيوت التي رُدّمت.
انا طفل مات دون دواء
انا رضيع صرخ في ليلة سوداء مستغيثا برب السماء''
وبدات المعركة وانتصر العدل وعلا الحق وخاب الظلم وزهق الباطل


منقول

من قصص التراثية
المعبرة

تسلم

شكراااااااااا قصه اسمع
بها لاول مرة

حمورابي
نورا
شكرا للمرور

شكرا لك اخي على القصة الرائعة
والجميلة تسلم ياغالي

اخي محفوظ

تحياتي