من جماليات لغة الضاد
ﭧﭨﭷﭸﭹﭺﭻﭽﭢﭣﭤﭥﭦﭼالفاتحة: ٥
تأملْ معي أخي الكريم أختي الكريمة في هذه الآيةِ من سورة الفاتحة.
اقرأْها جيداً...
أنظرْ لحروفها، لحركاتها، لسكناتها لأسمائها، لأفعالها.....
هل ترى شيئاً مختلفاً يشعرك بعظمتها غير كونها كلام رب البرية العزيز الحكيم؟.
إذا لم تجد غير ما قلت لك، فجمِّلْ نفسك بالصبر قليلاً معي إلى الآخر و سيقشعر جلدك، فيخشع قلبك، و تدمع عينك إنْ شاء الله.
تلك الآية بها من جميل القول و سحر البيان و إعجاز القرآن ما لا يعلمه إلا الله تبارك و تعالى و إليك إياه:
أولاً: مما تتكون تلك الآية:
ــ من فعلين هما (ﭣ) و (ﭥ).
ــ من فاعلين هما ضميران مستتران وجوباً تقديرهما ( نحن ).
ــ من ضميري فصل هما (ﭢ) يعربان في محل نصب مفعولاً به مقدم.
إلى الآن الأمر طبيعي جداً و لا جديد فيه.
ثانياً: أركان الجملة الفعلية في اللغة العربية:
و لها فيها ركنان أساسان هما:
ــ الفعل.
ــ الفاعل.
و حتى الآن لا يوجد بها شيء مختلف.
ثالثاً: ترتيب أركان الجملة الفعلية:
ــ يجب أن يأتي أولاً بها الفعل، لذا سميتْ جملة فعلية.
ــ يجب أن يأتي ثانياً بها الفاعل، و لا يجوز أن يتقدم.
ــ بعد ذلك يجب أن يأتي غيرهما كالمفعول به و لا يجوز أن يتقدم إلا لضرورة.
و الخلاصة أن الجملة الفعلية تترتب على النحو الآتي ( فعل ــ فاعل ــ مفعول به .. إلخ ).
و الآن عدْ إلى ما بدأته في أولٍ، و تأمل معي أخي الكريم أختي الكريمة في مكونات قوله تعالى: ﭽﭢﭣﭤﭥﭦﭼ
و حاولْ أن تتدبر فما سأضعه عليك من الأسئلة:
السؤال الأول: ( ما الذي جاء أولاً في الآية الكريمة ؟ ).
الجواب: المفعول به ( إياك ) الذي حقه أن يتأخر بعد الفعل و الفاعل.
السؤال الثاني: ( هل جاءت الآية الكريم ( إياك نعبد و إياك نستعين ) على الترتيب الطبيعي للجملة في اللغة العربية؟
الجواب : لا لأن ماحقة أن يأتي ثالثاً أصبح أولاً، و تأخر ما يأتي أولاً و ثانياً.
السؤال الثالث: ( لِمَ تقدم المفعول به على الفعل و الفاعل فيها؟).
أو قلْ: ( لِمَ لمْ تأتِ تلك الآية على الترتيب الطبيعي للجملة في اللغة العربية؟!!).
الجواب:
ﭧﭨﭷﭸﭹﭺﭻﭽﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭼالإسراء: ٨٨
و ﭧﭨﭷﭸﭹﭺﭻﭽﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﭼالنساء: ٨٢
فسبحان
الله العظيم لو أن تلك الآية أُنْزِلَتْ على سيد البشر ــ صلى الله عليه و
آله وسلم ــ بالترتيب الطبيعي للجملة الفعلية في اللغة العربية لكان هذا
القرآن من عند غير الله هذا أولاً.
و لجاز أن نشرك مع الله غيره في العبادة و أن نستعين بغيره على دفع ما يضر و جلب ما ينفع، وهذا ثانياً.
و لأصبحت تلك الآية حجة يحتج بها كل من أشرك مع الله غيره في العبادة، و استعان به.
فسبحان الله العظيم و سبحان الله و بحمده
ن ق
**************************************************